العلاج الموجه هو استخدام عقاقير تم تصنيعها خصيصا لكي تعيق نمو وانتشار السرطان من خلال تداخلها مع الجزيئات التي تشارك في حدوث التسرطن (العملية التي من خلالها تصبح الخلية الطبيعية خلية سرطانية خبيثة). يتم التركيز على التغيرات الخلوية والجزئية الخاصة بالسرطان وبالتالي يستهدف هذا النوع من العلاج التغيرات التي تسبب السرطان ولهذا قد تكون هذه العلاجات أكثر فاعلية من العلاجات الحالية وأقل ضررا على الخلايا الطبيعية وهناك أنواع مختلفة من العلاجات الموجهة تعتمد على طريقة عملها منها:
- العلاج المناعي الموجه Immunotherapy
- العلاج البيولوجي الموجه therapy Biologic
العلاج المناعي لعلاج السرطان هو علاج يتم إنتاجه في المعامل ويعتمد على طريقة عمل الجهاز المناعي خصوصا فيما يتعلق بالطريقة التي يتعرف بها على الخلايا الغريبة عن خلايا الجسم الطبيعية ومعاملتها كخلايا عدوة و تدميرها. و قد تم تطوير العلاجات المناعية لمساعدة الجهاز المناعي من خلال إثارة تفاعل مناعي محدد باستخدام أداة محددة و موجهة نحو هدف محدد يساعد في تمييز الخلايا السرطانية ليتمكن من تدميرها أو أن العلاج نفسه يقوم بهذا العمل. وتشمل هذه العلاجات استخدام أجسام مضادة أحادية الاستنساخ أو أحادية النسيلة Monoclonal antibody therapy أي التي يتم توليدها بأعداد كبيرة من خلية واحدة.
و قد تم مؤخرا اعتماد نوعين من هذه العلاجات :
- عقار هرسبتين Herceptin (الاسم العلمي: تراستوزوماب trastuzumab)
- عقار رايتوكسيماب ( Rituximab )، و قد تم استخدامه لمعالجة الأورام الليمفاوية اللاهودجكن
عقار هيرسبتن Herceptin (الاسم العلمي: تراستوزوماب trastuzumab) وهو عبارة عن أجسام مضادة وحيدة النسيلة أي monoclonal antibodies وهو موجه ضد الخلايا السرطانية التي تحتوى على مولد الورم والذي يوجد على سطح بعض الخلايا السرطانية. وتحتوي 25-30% من حالات سرطان الثدي على مولد الورم هير-2 (HER2) بكثرة وبالتالي تكون صالحة لهذا النوع من العلاج المناعي، ولهذا العلاج أثار جانبية ضئيلة بالمقارنة بالعلاجات الأخرى. أظهرت عدة دراسات طبية حديثة ، أن العلاج بعقار هيرسبتن Herceptin في المرحلة المبكرة من سرطان الثدي من نوع هير 2 قد حقق انخفاضا كبيرا (بنسبة %46) لاحتمالات عودة السرطان ، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ لخطر حدوث الوفاة (بنسبة %33) بإذن الله . و قد قامت هذه الدراسات بتقييم الاستخدام المبكر لعقار هيرسبتن مضافا إلى العلاج الكيميائي مقارنة باستخدام العلاج الكيميائي منفردا بعد العلاج الجراحي الأولي (أي كعلاج مساعد). وقد أثبت هيرسبتن فاعليته في علاج الحالات المتقدمة من المرض (المصاحبة بانتشار الخلايا السرطانية بأماكن أخرى بالجسم) حيث أن إضافته إلى العلاج الكيميائي تسمح للمرضى بفترة حياة أطول بمقدار حوالي %30 (بإذن الله)، مقارنة باستخدام العلاج الكيميائي منفردا. و بذلك يمنح أملا جديدا للنساء اللواتي تعاني من هذا النوع العدواني بشكل خاص من سرطان الثدي . بالإضافة إلى إتاحة سبلا أفضل لتحسين الحياة المعيشية لمرضى سرطان الثدي.
و طبقا لهذا فإن التحديد المبكر و الدقيق لوجود بروتين HER2 أصبح خطوة أساسية و ضرورية في علاج مريضات سرطان الثّدي .
بخصوص هيرسبتن يعمل دواء هيرسبتن بالتدخل في إحدى الطرق التي تنقسم وتنمو فيها خلايا سرطان الثدي. حاليا ، يبدو أن فقط ثلث النساء المصابات بسرطان الثدي لديهن ورم خبيث حساس إزاء دواء هيرسبتن. بعض خلايا سرطان الثدي يمكن حثها لتنقسم وتنمو حين يلتصق بروتين مصنع طبيعيا في الجسم (عامل نمو بشري طبيعي – متعلق بالبشرة) ببروتين آخر يتواجد على سطح خلية سرطان الثدي (يدعى HER2 ويعرف أحيانا CerbB2). يعيق دواء هيرسبتن هذه العملية بأن يقوم بالالتصاق على بروتين HER2 لكي لا يتمكن عامل النمو البشري من الوصول إلى خلايا سرطان الثدي. فهو بعمله هذا، يمنع الخلايا من الانقسام والنمو. كما يعمل هيرسبتن على اجتذاب خلايا المناعة الخاصة بالجسم للمساعدة في القضاء على الخلايا السرطانية. تظهر فعالية دواء هيرسبتن أكثر لدى النساء اللواتي يتمتعن بمعدلات مرتفعة من بروتين HER2 وتقل فعاليته لدى بقية المصابات. لذا ينحصر استخدامه حاليا بالمصابات اللواتي يتمتعن بمعدلات مرتفعة من بروتين HER2. تتوفر اختبارات عدة لقياس معدل بروتين HER2 في الجسم. يمكن إجراء الاختبار أثناء تشخيص، أو فحص عينات الخلايا السرطانية التي أخذت في فحوصات العينات الحية (الخزعة) السابقة أو عن طريق الجراحة.
كيفية تناول هربستين
يعطى دواء هيرسبتن على شكل تقطير في الوريد . يمكن إعطائه في قسم العيادة الخارجية من المستشفى على أن تعطى الجرعة الأولى ببطء، عادة حوالي أكثر من ساعة ونصف الساعة. لاحقا، تعطى هذه الجرعات بشكل أسبوعي، تأخذ عادة حوالي نصف ساعة من الوقت. وتعطى إجمالا 6 جرعات. إذا أعطي هذا الدواء مع تاكسول، يعطى بالطريقة العادية، عادة كل 3 أسابيع.
لتأثيرات الجانبية الممكن حدوثها
لأن دواء هيرسبتن يعمل بصفة خاصة على خلايا سرطان الثدي ولا يؤثر على الخلايا الطبيعية للجسم، تبدو التأثيرات الجانبية طفيفة وهي:
عوارض مشابهة للإنفلونزا:
ارتفاع الحرارة (حمى) وقشعريرة بعد دقائق قليلة من أخذ الدواء. يمكن التحكم بهذه العوارض وتخفيفها بتناول أدوية يصفها لك طبيبك.
- ألم طفيف في أجزاء الجسم التي امتد إليها سرطان الثدي: يمكن إعطاء مسكنات للألم للتخفيف من حدته.
- الإسهال: يمكن عادة التحكم بالإسهال عن طريق تناول أدوية معينة، إنما أعلم طبيبك في حالة الإسهال الشديد أو المستمر. إذا كنت تعاني من الإسهال من المهم جدا تناول الكثير من السوائل.
- الصداع (آلام الرأس): أعلم طبيبك إذا عانيت من أي صداع أثناء فترة المعالجة بدواء هيرسبتن.
- التأثيرات على القلب: حين يؤخذ مع بعض أدوية المعالجة الكيميائية، لاسيما دوكسوروبيسين doxorubicin (أدرياميسين Adriamycin)، قد يسبب لدى بعض الأشخاص مشاكل في القلب. لهذا السبب، لا ينصح بتناوله مع دواء دوكسوروبيسين.
الحفظ
سوف تتلقى هذا الدواء في المستشفى أو في مركز مختص بالعلاج الكيميائية. لكن من المهم معرفة أن دواء هيرسبتن المخفف يبقى مناسبا للاستخدام لمدة 24 ساعة في غرفة تتراوح درجة حرارتها ما بين 2-25 ° م. وبما أن دواء هيرسبتن المخفف لا يحتوي على أي مواد حافظة فعاّلة،فيجب حفظ المحلول المحضر والمخفف في الثلاجة (2-8 °م)