الحياة جميلة يجب أن تعاش
كان هذا ما تناقلته عيون مريضات السرطان اللواتي تم علاجهن لدينا وتماثلن للشفاء، بعد إجراء حوارات صحفية معهن، التي تؤكد دائمًا أن الدعم النفسي للمريضة من جانب أسرتها يعد مرحلة أساسية من مراحل الشفاء، تساعدها على تجاوز آلامها وتزيد من سرعة التعافي، فالأسرة تلعب دورًا مهمًّا في استعادة المريضة ثقتها بنفسها والاندماج مرة أخرى في المجتمع، خاصة من جانب الزوج. ونحن نطالب الأزواج بتأكيد حبهم وتمسكهم بزوجاتهم، وإشعارهن بقيمتهن كإنسان لا يُستغنى عنه، بغض النظر عما طرأ على الشكل من تغيير، كما نطالبهم بالصبر على أي ردود أفعال غير متوقعة من الزوجة أو محاولاتها البعد أو حالات الجفاء التي قد تنتابها، والمساعدة على العودة لعلاقتهما الحميمة بالتدريج بأسلوب لا يجرحها ولا يؤلمها، إلى جانب تقديم المساعدة في المنزل والوجود مع الأطفال قدر المستطاع حتى يعطيها الوقت الكافي للراحة، مع تشجيعها والثناء على ما تقوم به حتى لو كان منقوصًا، بالإضافة إلى حديثه مع الأبناء عن ضرورة شكر الأم واللطف والرحمة بها والتغاضي عما لم تعد تستطيع القيام به معهم.
ملحوظة: جميع المقابلات والأحاديث الصحفية التالية قد تمت عام 2013 بناء على موافقة المرضى، مع احترام عدم ذكر الاسم الكامل ولا معلومات شخصية تدل على الشخصية، وذلك لاحترام مهنية العمل الذي نقوم به، ونتمنى أن يكون هذا خير عون للسيدات للاستفادة من تجربة الآخرين.
الإدارة
- «أحيانًا أبكي وأحيانًا أصرخ، ثم أغضب بشدة وأنزعج جدًّا وأغرق في الشفقة على نفسي، وأعتقد كل هذا جزء من الشفاء».
- «أنا أؤمن بقوة الصديقات وأؤمن أن العائلة والأصدقاء خاصة النساء الأخريات قد يحدثون فرقًا عميقًا خلال علاج سرطان الثدي».
- «أنا لست من أولئك الأشخاص الذين يقفون كثيرًا عند الأمور السيئة، وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي فعلته على نحو مختلف هو تخفيف قبضتي على شركتي وأنا الآن أستمتع بحياتي أكثر».
- «أنظر للجميع بشكل مختلف، أنظر لكل طفل بشكل مختلف، أنظر لكل زهرة على نحو مختلف.. أنا شاكرة لكل يوم أعيشه، فحالما يصاب المرء بالسرطان يبدأ بتقدير كل شيء».
السيدة/ ف.ج.م:
موظفة، فقد قطعت رحلة طويلة في العلاج من مرض سرطان الثدي، الذي أصاب ثديها الأيسر، فخضعت أولاً لعملية استئصال تحفظي لثديها الأيسر ثم العلاج بالإشعاع، تعترف بأن دعم خطيبها عندما اكتشفت إصابتها بالمرض، فقد أصر على أن يتزوجها، ليكون لها خير سند.
السيدة/ ك.ب.ج:
موظفة في مكتب هندسي، أصيبت بسرطان الثدي، وخضعت للعلاج، ثم أجريت لها عملية لاستئصال الورم في شهر أغسطس 2011، وبدأت جلسات العلاج الكيميائي فى مطلع سبتمبر، وتشتكي «ك» البالغة من العمر 32 عامًا من الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي، إذ بدأ شعرها بالتساقط، ومعاناتها من الغثيان، لكن الإصابة قربتها من زوجها الذي -كما تقول- دعمها بقوة، وكذلك أصدقاؤها.
السيدة/ ا.ا.خ:
ربة منزل، التي شفيت من مرض سرطان الثدي مؤخرًا، بعد إجراء عملية لاستئصال المرض وما تبعه من العلاج الكيماوي وجلسات الإشعاع. رغم ترقب أسرتها وتخوفهم الشديد قبل إجرائها عملية استئصال الثدي بسبب إصابتها بـ«السرطان» فإنها كانت على العكس تمامًا، فقد أقدمت على شراء ملابس جديدة ليلة إجراء العملية، واشترت مجموعة من البالونات زينت بها غرفتها بالمستشفى أشاعت بها جوًّا من البهجة. تكمل «ا» 38 عامًا، قصتها بابتسامة لم تفارقها طوال حديثها: «أصبت بالمرض قبل عام من اكتشافه على يد د.ضياء صالح، أحد أمهر جراحي الثدي في مصر، في هذه اللحظة تحديدًا أصابتني حالة من الضحك لا أعرف لماذا، ربما لأنني لم أكن أفهم معنى وخطورة المرض، أو ربما لأنني لم أرغب في تصديق أنني مصابة به، وطوال فترة العملية والعلاج كان لديَّ نفس هذا الشعور، أما أبنائي (ولد وبنت) وزوجي فكانوا في حالة صدمة، بل إن ابنتي فقدت وعيها أثناء وجودي داخل غرفة العمليات». شفيت «ا» الآن، ورغم ما يصاحبها من شعور أحيانًا بأنها «مكسورة» لفقدها جزءًا من جسدها فإنها راضية بقضاء الله، وتحاول أن تتغلب على ذلك الشعور بالضحكات لكي ترفع الروح المعنوية لها ولأفراد أسرتها.
السيدة/ ج.م.ا:
ربة بيت وأم لطفلين، رغم أن ربطة رأسها تدل على أنها فقدت كل شعرها، لكنها عادت بذاكرتها إلى اللحظات التي صدمت عائلتها عند اكتشافها ورمًا في الثدي الأيمن، حتى أصبح الحل في استئصاله بالكامل، ثم الخضوع للعلاج الإشعاعي، ثم الكيميائي، تقول حولني العلاج إلى إنسانة خاملة، لا أستطيع مساعدة أطفالى في الدراسة، بعد أن كنت إنسانة صحيحة أمارس الرياضة، وأتناول الأطعمة الصحية. ولكن هي تجد نفسها محظوظة مقارنة بغيرها ممن أصبن بالمرض؛ وذلك لمساندة زوجها وعائلته، وعائلتها، وأصدقائها، وتشعر بالامتنان لزوجها؛ لأنه أصبح أكثر تمسكًا بها من قبل رغم التغيرات الجسدية التي أصابتها.
السيدة/ س.ع.ح:
50 عامًا، التي أصيبت بسرطان الثدي قبل 8 سنوات، تقول: «المرض مثَّل لي ولبناتي الثلاث صدمة قوية، لأننا ظننا أنه (مرض الموت)، وأمام دموعهن وافقت على التخلي عن جزء عزيز من جسدي -الثدي- لكي أحمي جسدي كله، ورغبة مني في الشفاء، ورغم معاناتي لم أخبر أي أحد من أقاربي عن إصابتي بالمرض حتى لا ينظر إليَّ أحد نظرة شفقة». ولا تخفي السيدة سهام شعورها ليلة إجراء العملية التي وصفتها بـ«الليلة القاسية»، التي مرت ثقيلة عليها وعلى بناتها، وتضيف: «خضعت للعلاج، والحمد لله شفيت من المرض، وتأقلمت على وضعي الجديد ولا أشعر بالخجل أو الإحراج الآن، كما تخضع بناتي لكشف دوري للتأكد من عدم إصابتهن». وتوجه «س» الشكر والامتنان لمركز د.ضياء صالح على مساعدتها على الشفاء: «ما زلت أتابع معهم». ونصيحتى لكل سيدة مصابة بالمرض أن تسير على نظام العلاج المقرر لها ولا تهمل فيه، لأنه يؤدي إلى نتائج طيبة، وألا تفكر بشكل دائم في المرض ومدى عواقبه، لأن ذلك ابتلاء من الله لها.
السيدة/ ع.م.ش:
46 عامًا، التي عملت إصابتها بسرطان الثدي على تقريب أفراد أسرتها بعضهم من بعض، فهي زوجة وأم لابنة تبلغ 13 عامًا وابن عمره 11 عامًا، عندما اكتشفت المرض أصيبت بما يشبه الصدمة، لكن وقوف زوجها معها ومساندته لها من الناحية النفسية والمادية ساعدها على تخطي تلك الصدمة. أما الابنة فكانت تجمع لها المعلومات عن المرض من خلال حملات التوعية من خلال شبكة الإنترنت، ودائمًا ما تبين لوالدتها الصواب والخطأ في مراحل العلاج المختلفة، بينما كان الحزن يغلب الابن عندما يرى سقوط شعر والدته بسبب العلاج الكيميائي، وحتى لا يراها هو أو غيره في تلك الصورة كان يطلب منها ألا تخلع عنها طرحتها حتى في داخل المنزل. تقول «ع»: «الحمد لله شفيت من المرض، ورب ضارة نافعة، فقد قرب المرض أفراد أسرتي وعمل على ترابطها، كما أن هذه التجربة جعلتني أتقرب من الله أكثر، فهذا المرض أعتبره مكافأة من الله لي، وأنصح كل سيدة مصابة به أن تعي أن المرض لا يُميت.. فقط عليها أن تعقلها وتتوكل، وتأخذ بالأسباب والشفاء من الله».
السيدة/ م.ا.ش:
(52) عامًا حياة طبيعية مع سرطان الثدي، الذي أصابها قبل 12عامًا وعُولجت منه وشفيت.
وقالت: «أصبت بسرطان الثدي وكان عمري (40) عامًا، وظهر عندي بالثدي الأيسر عن طريق الصدفة، وأنا أقوم بإجراء فحص ذاتي لنفسي. عندها ذهبت لمركز د.ضياء الطبيب لمزيد من الفحوصات، التي أكدت أن المرض خبيث فأجرى لي عملية استئصال تحفظي تجميلي للثدي، وبدأت بعد ذلك بالعلاجات الأخرى».
وترجع «م.ا» إصابتها بالسرطان إلى الضغوط النفسية خاصة بعد وفاة والدتها والعامل الوراثي، مشيرة إلى أن والدتها توفيت بسبب سرطان الرحم، ووالدها بسرطان الكلية، وأعمامها وأخوالها أصيبوا أيضًا بالسرطان.
ونفت «م.ا» علاقة إصابتها بالسرطان وأنها لم تتزوج، وقالت: «لم تكن الإصابة سببًا في عدم زواجي»، وأرجعت ذلك إلى القسمة والنصيب. وقالت إنها تعيش الآن حياة طبيعية وتشترك بالعديد من مؤسسات العمل الخيري والتطوعي، فضلًا عن عملها بالسلك الدبلوماسي.
السيدة/ م.ن.ع:
(50) عامًا متزوجة ولديها (3) أبناء، تقول: «لم أتوقع أبدًا أن الشد العضلي والألم الخفيف في الجهة العلوية من الكتف اليمنى، ووجود كتلة بحجم (3) سم سيكون كتلة سرطانية في الثدي في المرحلة الثالثة».
وقالت «م.ن»، وهي صاحبة مصنع للكيماويات: «صدمت مرتين في هذه المرحلة، عندما أكدت الفحوصات المتقدمة أني مصابة بسرطان الثدي والتشخيص الخاطئ من قبل الطبيب الذي كشف عليَّ قبل أن أذهب إلى د.ضياء صالح». وكشفت «م.ن» أنها أجرت عملية استئصال للثدي المصاب ولا تزال تتلقى العلاج الكيماوي والشعاعي من السرطان.
وقالت إن للإعلام دورًا بارزًا لتعرفي على المرض أكثر، حيث إنه كان السبب بمعرفتي بالدكتور ضياء،
وتطرقت إلى الدعم النفسي والمعنوي الكبيرين، الذي تلقته من زوجها وأبنائها وزملائها بالعمل في تجاوز محنة الإصابة.. ونصحت جميع السيدات بإجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وأن يجعلن هذه الثقافة سلوكًا بمجتمعهن.
السيدة/ م.ا.ر:
31 سنة، أم لطفلين، تقول إنها توجهت للفحص بعدما شعرت بوجود كتلة في ثديها، نتيجة سماعها عن مركز الدكتور ضياء للاكتشاف المبكر لأورام الثدي، مؤكدة أنها كانت تقوي نفسها في مرحلة علاج الكيماوي من أجل أطفالها وأسرتها، وكانت معنوياتها عالية، مشيرة إلى أنها ما زالت تذهب للمركز من أجل المتابعة والفحوصات منذ ثلاث سنوات.
السيدة/ ر.ا.ج:
سنة، أم لثلاثة أطفال، تؤكد أن مساندة زوجها، وتشجيعه لها ووقوفه قربها في غرفة العمليات والعلاج وأخذ الكيماوي ساعدها كثيرًا في التغلب على مرضها.
وتبين أنها تعاملت مع مرضها الذي رجع لها مرة أخرى بعد ثلاث سنوات بطريقة إيجابية كأنه مرض بسيط كغيره من الأمراض، مما أسهم في تحسن حالتها وتغلبها على المرض.
وتثني أيضًا على المركز وحسن المتابعة الدورية، وأيضًا كان له دور مهم في الاكتشاف المبكر للارتجاع.