
تشريح الثدي
سرطان الثدي عبارة عن سرطان يتشكل في خلايا الثديين.
ويأتي سرطان الثدي بعد سرطان الجلد، من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة. قد يصيب سرطان الثدي كلًّا من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء.
وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدُّم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قلَّ عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طريقة علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة هذا المرض.
الأنواع
- الساركوما الوعائية.
- السرطان الفصيصي الغزوي.
- السرطان الفصيصي الموضعي (LCIS).
- سرطان الثدي الالتهابي.
- سرطان الثدي المتكرر.
- سرطان الثدي لدى الذكور.
- سرطان القنوات الموضعي (DCIS).
- مرض باجيت في الثدي.
الأعراض
قد تتضمن علامات سرطان الثدي وأعراضه ما يلي:
- كتلة أو تثخنًا في الثدي يختلف عن الأنسجة المحيطة.
- تغيُّرًا في حجم الثدي أو شكله أو مظهره.
- تغيُّرًا في الجلد الموجود على الثدي، مثل الترصُّع.
- الحلمة المقلوبة حديثة الظهور.
- تقشُّرًا أو توسفًا أو تيبسًا أو تساقطًا في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة) أو جلد الثدي.
- احمرار جلد الثدي أو تنقيره، مثل جلد البرتقالة.
متى تزور الطبيب؟
إذا وجدتِ كتلة أو أي تغيُّر آخر في ثديكِ – حتى لو كانت صورة الثدي الشعاعية (الماموجرام) الأخيرة طبيعية – فقومي بتحديد موعد مع طبيبك للتقييم الفوري.
الأسباب
ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا. وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من جسمك.
يبدأ سرطان الثدي عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف). يمكن أن يبدأ سرطان الثدي أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.
ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.
سرطان الثدي الوراثي
يُقدِّر الأطباء ارتباط ما يقرب من 5 إلى 10 في المئة من سرطان الثدي بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة.
حُدِّد عددًا من جينات الطفرات المتوارثة التي يُمكن أن تَزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. أشهر هذه الجينات هي الجين 1 لسرطان الثدي (BRCA1) والجين 2 لسرطان الثدي (BRCA2)، حيث يَزيد كلاهما من خطر الإصابة بكلٍّ من سرطان الثدي والمبايض.
إذا كان لدى عائلتكَ تاريخ قوي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان، فقد يوصي طبيبكَ بإجراء اختبار دم للمساعدة في تحديد الطفرات المحدَّدة في الجين BRCA أو الجينات الأخرى التي تنتقل عبر العائلة.
فَكِّر في أن تطلب من الطبيب الإحالة إلى استشاري جينات يُمكنه أن يستعرض تاريخ عائلتكَ الصحي. بإمكان استشاري الجينات أيضًا مناقشة فوائد الاختبار الجيني ومخاطره وحدوده؛ ليساعدكَ في اتخاذ القرار المشترك.
عوامل الخطر
عامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي هو أي عامل يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. ولكن وجود عامل أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يعني بالضرورة أنك سوف تُصابين بسرطان الثدي. العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن أي عوامل خطورة معروفة سوى كونهن نساءً.
تشمل العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
- كونكِ أنثى.النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسرطان الثدي.
- التقدُّم في السن.تزيد احتمالية إصابتكِ بسرطان الثدي مع التقدم بالعمر.
- وجود سجل مرضي للإصابة بمشاكل الثدي.إذا وُجد السرطان الفصيصي الموضعي في خزعة الثدي (LCIS) أو فرط تنسج اللانمطي للثدي، فلديك احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
- وجود سجل مرضي للإصابة بسرطان الثدي.إذا كنتِ مصابةً بسرطان الثدي في أحدى الثديين، فلديكِ احتمالية مرتفعة للإصابة بالسرطان في الثدي الأخر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.إذا شُخصت أمك أو أختك أو ابنتك بسرطان الثدي، خصوصًا في سن مبكرة، تزداد احتمالية إصابتك بسرطان الثدي. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- الجينات الموروثة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.يمكن أن تنتقل بعض الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي من الآباء إلى الأطفال. الطفرات الجينية الأكثر شهرة التي تزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الثدي هي BRCA1 و BRCA2. يمكن أن تزيد هذه الجينات بشكل كبير من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان، لكنها لا تجعل السرطان أمرًا حتميًّا.
- التعرض للإشعاع.إذا كنت قد تلقيتِ علاجًا إشعاعيًّا على الصدر في مرحلة الطفولة أو الشباب، فإن احتمالية إصابتك بسرطان الثدي تزداد.
- السِّمنة.يرفع الوزن الزائد أو البدانة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
- أن تبدأ الدورة الشهرية لديك في سن مبكر.بداية الدورة الشهرية قبل الثانية عشرة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
- أن يبدأ انقطاع الدورة الشهرية في سن متقدمة.إذا بدأت انقطاع الطمث في سن أكبر، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
- إنجاب طفلك الأول في سن متأخرة.النساء اللائي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد يكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
- لم يسبق لكِ الحمل.النساء اللاتي لم يسبق لهن الحمل أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللاتي حملن مرة أو أكثر.
- استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس.النساء اللاتي يتناولن أدوية العلاج الهرموني التي تجمع بين الإستروجين والبروجستيرون لعلاج علامات وأعراض انقطاع الطمث لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي. تنخفض احتمالية الإصابة بسرطان الثدي عندما تتوقف النساء عن تناول هذه الأدوية.
- تناوُل الكحوليات.يزيد تناول الكحوليات احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
الفحص الذاتي للثدي
الحد من مخاطر سرطان الثدي بالنسبة للنساء المعرضات لخطر إصابة متوسط
قد يسهم إدخال تغييرات في حياتك اليومية في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. حاول أن:
اسألي طبيبك عن فحص سرطان الثدي.تناقشي مع طبيبك عن موعد بدأ فحوص واختبارات سرطان الثدي، مثل فحوص الثدي السريرية والتصوير الإشعاعي للثدي.
تحدثي مع طبيبك حول فوائد ومخاطر الفحص. ومن خلال العمل معًا، يمكنكما أن تقررا أنسب إستراتيجيات فحص سرطان الثدي لكِ.
- يمكنكِ الكشف على ثدييكِ من خلال الفحص الذاتي للوعي بهما.قد تختار النساء الكشف على أثدائهن بتفقدها في بعض الأحيان خلال الفحص الذاتي للثدي للوعي بهما. وإذا كان هناك أي تغيير، مثل ظهور كتل أو غيرها من العلامات غير الطبيعية في الثدي، فتحدثي مع الطبيب فورًا.
الوعي بالثدي قد لا يقي من سرطان الثدي، ولكن قد يساعدِك في فهم التغيرات الطبيعية التي تحدث لثدييك بشكل أفضل وفي تحديد العلامات أو الأعراض غير العادية.
- اشرب الكحول بصورة معتدلة، إذا كانت هناك حاجة لذلك.حِدي من كمية الكحوليات التي تشربينها لأقل من مشروب واحد في اليوم، إذا رغبتِ في شُرب الكحول.
- مارس الرياضة معظم أيام الأسبوع.اسعي إلى ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة في اليوم على الأقل في معظم أيام الأسبوع. وإذا لم تمارسي الرياضة في الآونة الأخيرة، فاسألي طبيبك عن إمكانية ممارسة الرياضة وابدئي ببطء.
- حِدي من العلاج بالهرمونات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.فقد يزيد الجمع بين العلاج بالهرمونات من خطر الإصابة بسرطان الثدي. تحدثي مع طبيبك حول مزايا ومخاطر العلاج بالهرمونات.
تعاني بعض النساء علامات وأعراضًا مزعجة خلال فترة انقطاع الطمث، وبالنسبة لهؤلاء النساء، قد تكون زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي مقبولة من أجل تخفيف علامات انقطاع الطمث وأعراضه.
وللحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، استخدمي أقل جرعة ممكنة من العلاج بالهرمونات لأقصر مدة زمنية.
- حافظ على وزن صحي.إذا كان وزِنِك صحيًا، فلتسعي للمحافظة على وزنك. وإذا كنتِ بحاجة لإنقاص وزنك، فاسألي طبيبك عن الإستراتيجيات الصحية لتحقيق ذلك. قللي من عدد السعرات الحرارية التي تتناولينها يوميًا وزِودي ببطء من ممارسة التمارين الرياضية.
- اختر نظامًا غذائيًا صحيًا.قد تقل الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللاتي يتبعن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي وتستكمله بزيت الزيتون البكر الخالص ومزيج من المكسرات. يركز نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي بشكل أكبر على الأطعمة القائمة على النباتات، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. يفضل الأشخاص الذين يتبعون نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي اختيار الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون على الزبدة، والأسماك على اللحوم الحمراء.
الحد من مخاطر سرطان الثدي بالنسبة للنساء المعرضات لخطر إصابة مرتفع
إذا قام طبيبك بتقييم التاريخ العائلي لديكِ وعوامل أخرى، وتأكد من ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي لديكِ، فعندئذٍ تشمل خيارات تقليل الخطر ما يلي:
- الأدوية الوقائية (الوقاية الكيميائية).قد تساعد أدوية وقف هرمون الإستروجين على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتشمل الخيارات تاموكسيفين ورالوكسيفين (إيفيستا Evista). وقد أظهرت مثبطات الأروماتاز بعض الأمل في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المعرضات لخطر إصابة مرتفع.
تحمل هذه الأدوية خطر الإصابة بآثار جانبية؛ لذلك يَقتصر الأطباء وصف هذه الأدوية على النساء المعرضات لخطر إصابة مرتفع بسرطان الثدي. ناقش الفوائد والمخاطر مع طبيبك.
- الجراحة الوقائية.قد تختار النساء المعرضات لخطر إصابة مرتفع بسرطان الثدي استئصال أثدائهن السليمة جراحيًا (عملية استئصال الثدي الوقائية). وقد تخترن أيضًا إزالة المبيضين السليمين (عملية استئصال المبيض الوقائية) للحد من خطر الإصابة بكل من سرطان الثدي وسرطان المبيض.
تشخيص سرطان الثدي
-
فحص الثدي.
سيفحص طبيبكِ المعالج كلا الثديين والعقد اللمفاوية أسفل الإبط، ويتحسس لتحري وجود أي تكتّلات أو أي أمور أخرى غير طبيعية.
-
التصوير الشعاعي للثدي.
تصوير الثدي الشعاعي هو تصوير بالأشعة السينية للثدي. يُستخدم تصوير الثدي الشعاعي كثيرًا لفحص سرطان الثدي. في حالة اكتشاف وجود أمور غير طبيعية في الفحص بتصوير الثدي الشعاعي، فربما يوصيكِ طبيبكِ المعالج بإجراء تصوير شعاعي تشخيصي للثدي لمزيد من التقييمات للأمور غير طبيعية.
-
الأشعة بالموجات فوق الصوتية على الثدي.
تستخدم الموجات فوق الصوتية الموجات الصوتية لإصدار صور لبِنَى موجودة عميقًا داخل الجسم. يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كان انتفاخ الثدي الجديد عبارة عن كتلة صلبة أو تكيس ممتلئ بالسائل.

-
استخراج عينة من خلايا الثدي للاختبار (خزعة).
الخزعة هي الطريقة القطعية الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي. أثناء إجراء الخزعة، يستخدم طبيبك جهازًا بإبرة مخصوصة موجهًا بالأشعة السينية أو أي اختبار تصوير آخر لاستخراج مجموعة من الأنسجة من المنطقة المشتبه في إصابتها. في كثير من الأحيان، يتم ترك علامة معدنية صغيرة في الموقع داخل صدرك بحيث يمكن تحديد المنطقة بسهولة في اختبارات التصوير المستقبلية.
يتم إرسال عينات الخزعة إلى المعمل لتحليلها حيث يحدد الخبراء ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا. كما يتم أيضًا تحليل عينة الخزعة لتحديد نوع الخلايا الموجودة في سرطان الثدي، ومدى خطورة (درجة) السرطان، وما إذا كانت الخلايا السرطانية تحتوي على مستقبلات هرمونية أو مستقبلات أخرى يمكنها أن تؤثر على خياراتك العلاجية.

-
تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (MRI).
يستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي موجات مغناطيسية وراديوية لإنشاء صور من داخل الثدي. يتم إعطاؤك حقنة صبغية قبل تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي. وعلى عكس الأنواع الأخرى من اختبارات التصوير، لا يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الإشعاع لإنشاء الصور.
تحديد مرحلة سرطان الثدي
بمجرد أن يشخص طبيبك إصابتكِ بسرطان الثدي، فإنه يعمل على تحديد مدى (مرحلة) الإصابة بالسرطان. تساعدكِ مرحلة السرطان في تحديد توقعات سير المرض والخيارات العلاجية الأفضل لكِ.
قد لا تتوفر معلومات كاملة عن مرحلة السرطان لديكِ حتى تخضعين لجراحة سرطان الثدي.
قد تتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتحديد مرحلة سرطان الثدي ما يلي:
- اختبارات الدم، مثل صورة دم كاملة
- تصوير شعاعي للثدي الآخر للبحث عن علامات السرطان
- تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي
- فحص العظام
- فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT)
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
لن تحتج جميع السيدات إلى إجراء هذه الاختبارات والإجراءات. يحدد طبيبك المعالج الاختبارات الملائمة وفقًا لظروفك الخاصة واضعًا في الاعتبار وجود أعراض جديدة قد تعانين منها.
تتراوح مراحل سرطان الثدي من 0 إلى المرحلة الرابعة، حيث تشير المرحلة 0 إلى السرطان غير الغزوي أو انحصاره في القنوات الناقلة لللبن. تشير المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، وتسمى أيضًا سرطان الثدي النقيلي، إلى انتشار السرطان إلى أماكن أخرى بالجسم.
العلاج
يحدد الطبيب خيارات علاج سرطان الثدي وفْقًا لنوع سرطان الثدي الذي لديكِ، ومرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حسَّاسة تجاه الهرمونات. ويُراعي الطبيب أيضًا صحتكِ العامة وتفضيلاتكِ الشخصية.
تخضع معظم السيدات لجراحة سرطان الثدي، ويتلقى العديد منهن كذلك علاجاتٍ إضافية بعد الجراحة، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني أو العلاج الإشعاعي. يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي قبل الجراحة في حالات محددة.

إزالة سرطان الثدي (استئصال الورم).
خلال استئصال الورم، والذي قد يُشار إليه باسم جراحة الثدي المحافظة أو الاستئصال الموضعي الواسع، يزيل الجراح الورم وجزءًا طفيفًا من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
قد يُوصى بالخضوع لجراحة استئصال الورم لإزالة الأورام الصغيرة. قد يخضع بعض الأشخاص المصابين بأورام أكبر للعلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، وتحقيق الإزالة التامة عن طريق إجراء عملية استئصال الورم.

إزالة الثدي بأكمله (استئصال الثدي).
إن جراحة استئصال الثدي هي عملية لإزالة نسيج الثدي كله. تُزيل معظم إجراءات استئصال الثدي جميع أنسجة الثدي، وهي الفُصيصات، والقنوات، والأنسجة الدهنية، وبعض الجلد، بما في ذلك الحلمة والهالة (إجراء استئصال الثدي البسيط أو الكلي).
قد تكون التقنيات الجراحية الأحدث خيارًا في حالات محددة لتحسين مظهر الثدي. إن عمليات استئصال الثدي مع الاستبقاء على الجلد والحلمة عمليات شائعة لسرطان الثدي على نحو متزايد.

إزالة عدد محدود من العقد اللمفاوية
(خزعة العقدة الخافرة).سيناقش الجراح معكِ دور إزالة العقد اللمفاوية، التي تتلقى أولاً التصريف اللمفاوي من الورم، لتحديد إذا ما كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية أم لا.
وإذا لم يُعثر على سرطان في تلك العقد اللمفاوية، تكون احتمالية العثور على سرطان في أي من العقد اللمفاوية المتبقية ضعيفة وعندئذٍ لا يلزم إزالة العقد الأخرى
إزالة العديد من العقد اللمفاوية (استئصال العقد اللمفاوية الإبطية بالتسليخ)
.سيناقش معكِ الجراح دور إزالة المزيد من العقد اللمفاوية في الإبط إذا تم العثور على سرطان في العقد اللمفاوية الخافرة.
استئصال كلا الثديين
.قد تختار بعض النساء المصابات بسرطان الثدي في أحد الثديين أن يتم استئصال الثدي الآخر (السليم) (استئصال الثدي الوقائي للجانب الآخر) إذا كانت نسبة خطر الإصابة بالسرطان ترتفع لديهن في الثدي الآخر بسبب وراثي أو تاريخ عائلي قوي.
معظم النساء لا يُصبن أبدًا بسرطان الثدي في أحد الثديين إذا كن قد أصبن بسرطان في الثدي الآخر. ناقشي مع طبيبكِ خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى فوائد هذا الإجراء ومخاطره.
تعتمد مضاعفات جراحة سرطان الثدي على الإجراءات التي تختارينها. تنطوي جراحة سرطان الثدي على مخاطر الألم والنزف والإصابة بعدوى وتورم الذراع (الوذمة اللمفية).
قد تختارين إعادة بناء الثدي بعد الجراحة. ناقشي مع الجراح خياراتِكِ وتفضيلاتِكِ.
فكري في استشارة جراح التجميل قبل جراحة سرطان الثدي. وقد تشمل الخيارات المتاحة لكِ إعادة البناء عن طريق زراعة الثدي (بالسيليكون أو الماء) أو إعادة البناء باستخدام أنسجة من جسمكِ. ويمكن تنفيذ هذه الإجراءات خلال استئصال الثدي أو في وقت لاحق.

العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا قوية جدًا من الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. وعادةً ما يتم العلاج الإشعاعي باستخدام جهاز كبير يوجه حزمًا من الطاقة نحو الجسم (الإشعاع الخارجي). ولكن يمكن إجراء الإشعاع أيضًا عن طريق وضع مادة مشعة داخل الجسم (المعالجة الكثيبة).
يُستخدم الإشعاع الخارجي عادةً بعد استئصال ورم سرطان الثدي في مراحله المبكرة. وقد يوصي الأطباء أيضًا بالعلاج الإشعاعي لجدار الصدر بعد استئصال الثدي إذا كان سرطان الثدي كبيرًا أو إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية.
وتشمل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي التعب والطفح الجلدي الأحمر الذي يُشبه الحروق في موضع توجيه الإشعاع. قد تظهر أنسجة الثدي أيضًا متورمة أو أكثر صلابة. في حالات نادرة، قد تحدث مشاكل أكثر خطورة، مثل إلحاق ضررٍ بالقلب أو الرئتين، أو ظهور السرطانات مرة ثانية في المنطقة التي تم علاجها وذلك في حالات نادرة جدًا.
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية ليدمر خلايا السرطان. إذا كنت تواجه خطرًا كبيرًا لمعاودة مرض السرطان أو انتشاره في أجزاء أخرى بجسمك، فقد يوصي طبيبك بالعلاج الكيميائي لتقليل فرصة تكرار الإصابة بمرض السرطان. ويُعرف بالعلاج الكيميائي المساعد.
أحيانًا يتم العلاج الكيميائي قبل الجراحة في السيدات المصابات بأورام أكبر بالثدي. الهدف هو تقليل حجم الورم إلى الحجم الذي يجعل إزالته أسهل بواسطة الجراحة.
يتم استخدام العلاج الكيميائي أيضًا مع النساء المصابات بسرطان انتشر بالفعل في أماكن أخرى بالجسم. ربما يوصى باستخدام العلاج الكيميائي لمحاولة السيطرة على السرطان وتقليل الأعراض التي يسببها.
تتوقف التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي على العقاقير التي تتناولها. وتتضمن التأثيرات الجانبية الشائعة سقوط الشعر، والغثيان، والقيء، والشعور بالإرهاق وزيادة خطر حدوث عدوى. قد تتضمن التأثيرات الجانبية النادرة انقطاع الطمث المبكر، والعقم (إذا كان سابقًا للإياس)، وحدوث ضرر بالقلب والكلى، وتلف الأعصاب، ونادرًا ما يحدث إصابة بسرطان خلايا الدم.
العلاج الهرموني
غالبًا ما يُستخدم العلاج الهرموني — ربما يكون من الأنسب أن يُطْلَق عليه العلاج بحجب الهرمون — لعلاج أنواع سرطان الثدي الحساسة للهرمونات. يُشير الأطباء إلى هذه السرطانات بسرطانات من نوع مستقبل الإستروجين (ER) الإيجابي ونوع مستقبل البروجستيرون (PR) الإيجابي.
يُمكن البَدْء في العلاج الهرموني أو العلاجات الأخرى قبل أو بعد الجراحة؛ مما يحد من فرص عودة الإصابة بالسرطان. إذا انتشر السرطان بالفعل، فقد يُقَلِّص العلاج الهرموني من انتشاره ويساعد على السيطرة عليه.
وتتضمَّن طرق العلاج المستخدمة في العلاج الهرموني ما يلي:
- الأدوية التي تعوق اتصال الهرمونات بالخلايا السرطانية (الموضحات الانتقائية لمستقبلات الإستروجين)
- الأدوية التي توقف تصنيع الجسم لهرمون الإستروجين بعد انقطاع الطَّمْث (مثبطات الأروماتاز)
- الخضوع لجراحة أو تناوُل أدوية لوقف إنتاج الهرمونات في المبيضين
تختلف الآثار الجانبية للعلاج الهرموني وفقًا للعلاج المحدَّد لحالتكِ، ولكن يُمكن أن تشمل هَبَّات الحرارة، وتعرّق ليلي وجفاف المهبل. وتتضمَّن الآثار الجانبية الخطيرة خطر التعرُّض إلى ضعف العظام والجلطات الدموية.
العقاقير الموجهة
تهاجم العلاجات الموجهة تشوهات محددة داخل الخلايا السرطانية. وتشمل الأدوية الموجهة لعلاج سرطان الثدي ما يلي:
- ترازتوزوماب (Herceptin).بعض سرطانات الثدي تنتج كميات مفرطة من البروتين الذي يطلق عليه المستقبِل 2 لعامل نمو البشرة البشري (HER2)؛ مما يساعد الخلايا السرطانية في الثدي على أن تنمو وتظل على قيد الحياة. إذا كان سرطان الثدي ينتج الكثير من مستقبل HER2، فقد يساعد ترازتوزوماب على منع هذا البروتين وموت الخلايا السرطانية. وقد تشمل آثاره الجانبية الصداع والإسهال ومشاكل القلب.
- بيرتوزوماب (Perjeta).يستهدف بيرتوزوماب مستقبل HER2، وقد تمت الموافقة على استخدامه في علاج سرطان الثدي النقيلي بالاقتران مع ترازتوزوماب والعلاج الكيميائي. ويقتصر هذا المزيج من العلاجات على النساء اللاتي لم يتلقين بعد علاجات دوائية أخرى لعلاج السرطان. قد تشمل الآثار الجانبية للبيرتوزوماب الإسهال وفقدان الشعر ومشاكل في القلب.
- آدو ترازتوزوماب (Kadcyla).يجمع هذا الدواء بين ترازتوزوماب وأحد العقاقير القاتلة للخلايا. عندما يدخل الدواء المركب إلى الجسم، يساعد ترازتوزوماب في العثور على الخلايا السرطانية لأنه ينجذب إلى مستقبل HER2. ثم يُطلق العقار القاتل للخلايا في الخلايا السرطانية. قد يكون آدو ترازتوزوماب خيارًا للنساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي الذين جربوا بالفعل ترازتوزوماب والعلاج الكيميائي.
- لاباتينيب (Tykerb).يستهدف لاباتينيب مستقبل HER2، وقد تمت الموافقة على استخدامه في علاج سرطان الثدي المتطور أو النقيلي. يمكن استخدام عقار لاباتينيب بالاقتران مع العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني. وتشمل آثاره الجانبية المحتملة الإسهال، وألم في اليدين والقدمين، والغثيان، ومشاكل في القلب.
- بالبوسيكليب (Ibrance).يستخدم عقار بالبوسيكليب بالاقتران مع مثبطات الأروماتاز في النساء المصابات بحالات متقدمة من سرطان الثدي من النوع الإيجابي للمستقبلات الهرمونية. وقد تشمل آثاره الجانبية زيادة خطر الإصابة بالأمراض والتعب والغثيان.
- إيفيروليموس (Afinitor).يستهدف إيفيروليموس مسارًا يلعب دورًا في نمو الخلايا السرطانية. ويُستخدم بالاقتران مع إكسيميستان في النساء المصابات بسرطان الثدي المتطور. وقد تشمل آثاره الجانبية تقرحات الفم وزيادة خطر الإصابة بالأمراض والطفح الجلدي ومشاكل في الرئة.
العلاج المناعي
تعتمد المعالَجة المناعية على استخدام جهاز مناعتك لمحاربة السرطان. قد لا يُهاجِم جهازكَ المناعي المسؤول عن مكافحة الأمراض السرطانَ؛ بسبب إنتاج الخلايا السرطانية بروتينات تُعمِي خلايا الجهاز المناعي. تعمل المعالَجة المناعية من خلال التداخُل مع تلك العملية.
قد يكون العلاج بالخلايا الجذعية خيارًا إذا كان لديكِ سرطان الثدي الثلاثي السلبي؛ ممَّا يعني أن الخلايا السرطانية لا تحتوي على مستقبِلات للإستروجين أو البروغستيرون أو مستقبِلات الهيرسبتين 2. لسرطان الثدي السلبي الثلاثي، يُجمَع بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي لعلاج السرطان المتقدم الذي ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
الرعاية الداعمة (التلطيفية)
الرعاية التلطيفية هي الرعاية الطبية المتخصصة التي تركز على توفير تخفيف الألم والأعراض الأخرى لمرض خطير. یعمل أخصائيو الرعایة التلطيفية معك ومع عائلتك وأطبائك الآخرین لتقدیم مستوى إضافي من الدعم لتکملة رعایتك المستمرة. يمكن استخدام الرعاية التلطيفية عند الخضوع لعلاجات عنيفة أخرى، مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
عندما يتم استخدام الرعاية التلطيفية جنبًا إلى جنب مع جميع العلاجات المناسبة الأخرى، قد يشعر الأشخاص المصابون بالسرطان بتحسن ويعيشون لفترة أطول.
يتم توفير الرعاية التلطيفية من قبل فريق من الأطباء والممرضين وغيرهم من المهنيين المدربين تدريبًا خاصًا. وتهدف فرق الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بالسرطان وأسرهم. يُقدم هذا النوع من الرعاية جنبًا إلى جنب
الطب البديل
لم يتم إيجاد علاجات طبية بديلة لعلاج سرطان الثدي. ولكن قد تساعدك علاجات الطب التكميلي والبديل في التكيف مع الآثار الجانبية للعلاج عند دمجها مع الرعاية التي يقدمها طبيبك.
يعاني العديد من الناجين من سرطان الثدي تعبًا أثناء العلاج الذي يمكن أن يستمر لسنوات وبعده. عند الجمع بين علاجات الطب التكميلي والبديل والرعاية التي يقدمها طبيبك، فقد يساعد ذلك في تخفيف التعب.
تحدث مع طبيبك بشان ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.إذا حصلت على موافقة طبيبك، ابدأ بممارسة التمارين الخفيفة بضع مرات أسبوعيًا وأضف المزيد إذا أردت ذلك. فكر في ممارسة رياضة والسباحة واليوجا والتاي تشي.
- التحكم في التوتر.حاول السيطرة على حالات الإجهاد التي تتعرض لها في حياتك اليومية. جرب طرق تقليل الإجهاد، مثل استرخاء العضلات والتخيل وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
- التعبير عن مشاعرك.ابحث عن نشاط يتيح لك كتابة مشاعرك أو التعبير عنها، مثل الكتابة في مجلة أو المشاركة في مجموعة دعم أو التحدث مع استشاري.
التأقلم والدعم
قد يكون تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أمرًا مروعًا. ومع محاولتكِ للتعايش مع الصدمة والمخاوف المتعلقة بمستقبلكِ، يُطلب منكِ اتخاذ قرارات مهمة حول علاجكِ.
لكل شخص طريقته في التعايش مع تشخيص الإصابة بمرض السرطان. وحتى تجد ما هو مفيد لك، فقد يكون من المفيد:
- التعرف على معلومات كافية عن سرطان الثدي لاتخاذ القرارات فيما يتعلق برعايتكِ.إذا كنتِ ترغبين في معرفة المزيد عن حالة سرطان الثدي لديكِ، فاطلبي من طبيبكِ إطلاعكِ على التفاصيل عن إصابتكِ بالسرطان، من حيث النوع والمرحلة وحالة مستقبل الهرمون. اطلبي الحصول على مصادر جيدة لمعلومات حديثة عن خيارات العلاج.
فمعرفة المزيد عن مرض السرطان وخياراتكِ قد يساعدكِ في الشعور بثقة أكثر عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج. ومع ذلك، لازال هناك بعض السيدات اللاتي قد لا يرغبن في معرفة التفاصيل عن إصابتهن بمرض السرطان. إذا كان هذا هو شعوركِ، فأطلعي طبيبكِ على ذلك أيضًا.
- تكلمي مع أشخاص آخرين ناجين من مرض سرطان الثدي.قد تجدين التحدث إلى آخرين في نفس موقفكِ مفيدًا ومشجعًا. اتصلي بجمعية السرطان الأمريكية للتعرّف على مجموعات الدعم في منطقتكِ وعبر الإنترنت.
- ابحثي عن أحد الأشخاص للتحدث معه عن مشاعركِ.اعثري على صديق أو فرد بالعائلة يتميز بأنه مستمع جيد، أو تحدثي مع أحد رجال الدين أو أحد المستشارين. اطلبي من طبيبكِ إحالتكِ إلى مستشار أو أي متخصص آخر يعمل مع الناجين من مرض السرطان.
- احتفظي بعلاقتكِ الوثيقة مع أصدقائك وعائلتك.يمكن لأصدقائك وعائلتك توفير شبكة دعم مهمة بالنسبة لك أثناء علاجك من مرض السرطان.
مع بداية إخبار الآخرين عن تشخيصكِ بالإصابة بسرطان الثدي، فعلى الأرجح أنكِ ستتلقين العديد من عروض المساعدة. فكري بالأمور التي قد ترغبين في الحصول على المساعدة فيها، سواء كانت التحدث مع أحد الأشخاص عندما تشعرين بالإحباط أو الحصول على المساعدة في تحضير الوجبات.
- حافظي على حميميتكِ مع شريككِ.في الثقافات الغربية، يقترن ثدي المرأة بالجاذبية، والأنوثة والجنسانية. بسبب هذه الاتجاهات، يمكن أن يؤثر سرطان الثدي على صورتكِ الذاتية والقضاء على ثقتكِ في العلاقات الحميمية. تحدثي إلى شريككِ عن إحساسكِ بعدم الأمان ومشاعركِ.