ما مسحة عنق الرحم؟
تعد مسحة عنق الرحم استراتيجية فعالة لخفض مخاطر التعرض لسرطان عنق الرحم. ومن حسن الحظ أن هذا النوع من الأورام الخبيثة يمكن اكتشافه مبكرًا جدًّا وعلاجه. كما يمكن منعه، لأن بإمكان الطبيب اكتشاف تغيرات معينة في عنق الرحم قبل تحولها إلى خلايا سرطانية. وهذا الفحص يتم بأخذ مسحة خاصة من عنق الرحم، لأن هذه التغيرات غالبًا لا تعطي أي أعراض إطلاقًا.
متى تحتاج السيدة إلى هذا الفحص؟
من المهم أن يبدأ عمل هذا الفحص من سن 21 عامًا، ويتم عمل الفحص بشكل روتيني كل عامين للسيدات من عمر 21 حتى 29 عامًا، أما السيدات فوق سن الثلاثين فيمكن عمل الفحص مرة واحدة كل ثلاثة أعوام، إذا كانت لديهن ثلاث نتائج متتابعة سليمة.
كيف يجري هذا الفحص؟
توضع السيدة وهي مستلقية في وضع معين ويتم أخذ عينة من عنق الرحم عن طريق آلة بسيطة جدًّا، وتوضع على شريحة وترسل إلى المختبر.
هل هذا الفحص مؤلم؟
لا يعتبر هذا الفحص مؤلمًا، ولكن قد يصاحبه بعض الشعور بعدم الراحة.
متى يعاد التحليل؟
في حالة المتغيرات البسيطة، يجب إعادة الفحص بعد ستة أشهر. وإذا ظهر الفحص الثاني سليمًا يعاد بعد سنة لزيادة التأكيد. أما إذا أظهر التحليل الثاني متغيرات بسيطة أو متوسطة أو شديدة فيجب في هذه الحالة فحص السيدة عن طريق جهاز يدعى منظار عنق الرحم.
منظار عنق الرحم Coloscope
ما جهاز منظار عنق الرحم Coloscope؟
إنه ببساطة جهاز يشبه الميكروسكوب، يساعد الطبيب المعالج على رؤية فحص عنق الرحم بصورة مباشرة بثلاثة أبعاد، ويتم الفحص بعد وضع السيدة في وضع معين. ويصبغ عنق الرحم بمادة خاصة. وبمجرد ظهور المناطق غير الطبيعية ورؤيتها بالميكروسكوب عبر منظار عنق الرحم، تؤخذ عينة من الأنسجة غير الطبيعية وترسل إلى الفحص النسيجي بالمختبر.
سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان يحدث في خلايا عنق الرحم «الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل».
وتلعب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، وهي عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، دورًا في التسبب في معظم حالات سرطان عنق الرحم.
وعند التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري، يعمل الجهاز المناعي للمرأة عادة على منع الفيروس من التسبب في الأذى. ومع ذلك، يبقى الفيروس لدى مجموعة صغيرة من النساء لسنوات، الأمر الذي يسهم في أن تصبح بعض الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم خلايا سرطانية.
ويمكن الحد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم عن طريق إجراء اختبارات فحص والحصول على التطعيم الذي يحمي من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
الأعراض
لا تسبب مراحل سرطان عنق الرحم المبكرة عادةً أي علامات أو أعراض.
قد تتضمن علامات سرطان عنق الرحم الأكثر تقدمًا وأعراضه ما يلي:
- نزيف مهبلي بعد الجماع، أو فترات الحيض أو بعد انقطاع الطمث.
- إفرازات مهبلية مائية ودموية يمكن أن تكون ثقيلة ولها رائحة كريهة.
- ألم في الحوض أو ألم في أثناء الجماع.
متى تزورين الطبيب؟
احجزي موعدًا لزيارة الطبيب إذا ظهرت لديك أي علامات أو أعراض تقلقك.
الأسباب
المكان الذي يبدأ فيه سرطان عنق الرحم
يبدأ سرطان عنق الرحم عندما تكتسب الخلايا السليمة تغيرًا جينيًّا (طفرة) يتسبب في تحولها إلى خلايا غير طبيعية.
تنمو الخلايا السليمة وتتضاعف بمعدل محدد، وتموت في نهاية المطاف في وقت محدد. تنمو الخلايا السرطانية وتتكاثر خارج نطاق السيطرة، ولا تموت. وتشكل الخلايا المتراكمة غير الطبيعية كتلة (ورم). تغزو الخلايا السرطانية أنسجة قريبة ويمكن أن تنفصل عن الورم وتنتشر (تنتقل) إلى مكان آخر في الجسم.
تعد أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم غير واضحة، ولكن من المؤكد أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يلعب دورًا في ذلك. إن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) شائع جدًّا وغالبًا لن تصاب النساء المصابات بهذا الفيروس بسرطان عنق الرحم. يعني ذلك أن العوامل الأخرى -مثل البيئة أو خيارات نمط الحياة- تحدد أيضًا إذا ما كنتِ ستصابين بسرطان عنق الرحم أم لا.
أنواع سرطان عنق الرحم
يساعد نوع سرطان عنق الرحم لديكِ في تحديد سير المرض والعلاج. الأنواع الأساسية لسرطان عنق الرحم هي ما يلي:
- سرطان الخلية الحرشفية: يبدأ هذا النوع من سرطان عنق الرحم في الخلايا المسطحة الرقيقة (خلايا حرشفية) التي تبطن الجزء الخارجي من عنق الرحم، والتي تظهر في المهبل. معظم أمراض سرطان عنق الرحم هي سرطان الخلايا الحرشفية.
- السرطان الغدي: يبدأ هذا النوع من سرطان عنق الرحم في خلايا غدية عمودية الشكل تبطن قناة عنق الرحم.
في بعض الأحيان، يشارك كلا النوعين من الخلايا في الإصابة بسرطان عنق الرحم. نادرًا للغاية ما تحدث الإصابة بالسرطان في خلايا أخرى في عنق الرحم.
عوامل الخطر:
تشمل عوامل خطر سرطان عنق الرحم ما يلي:
- العديد من شركاء العلاقة الجنسية: كلما زاد عدد شركاء العلاقة الجنسية -وكلما زاد عدد شركاء العلاقة الجنسية لشريكك- زادت فرصتك في الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- النشاط الجنسي المبكر: تزيد ممارسة الجنس في سن مبكرة من خطر إصابتك بفيروس الورم الحليمي البشري.
- الأمراض المنقولة جنسيًّا الأخرى: تزيد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا الأخرى -مثل الكلاميديا والسيلان والزهري وفيروس نقص المناعة البشرية «الأيدز»- من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- ضعف الجهاز المناعي: قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم إذا كان لديكِ ضعف في الجهاز المناعي بسبب حالة صحية أخرى، وكنتِ مصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- التدخين: يرتبط التدخين بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم.
الوقاية
للحد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم:
- احصلي على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري: التطعيمات متاحة للفتيات والسيدات بعمر 9 إلى 26 عامًا. يكون التطعيم أكثر فعالية في حالة حصول الفتيات عليه قبل النشاط الجنسي.
- إجراء اختبارات عنق الرحم على أساس روتيني: يمكن لاختبارات عنق الرحم الكشف عن حالات عنق الرحم محتملة التسرطن، لذا يمكن مراقبتها أو علاجها للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم. تقترح أغلب المنظمات الطبية بدء النساء إجراء اختبارات عنق الرحم على أساس روتيني من سن 21 عامًا وتكرارها كل بضع سنوات.
- مارسي الجنس الآمن: يمكن لاستخدام واقٍ ذكري وممارسة الجنس مع عدد شركاء أقل وتأخير الجماع أن يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان العنق.
- امتنعي عن التدخين.
التشخيص
يترجح تحقق العلاج الناجح لسرطان عنق الرحم الذي يتم اكتشافه في مرحلة مبكرة. وتشير معظم الإرشادات إلى بدء النساء الفحص للتحقق من الإصابة بسرطان عنق الرحم والتغييرات السرطانية في عمر 21 عامًا.
وتشمل اختبارات الفحوصات ما يلي:
- فحص عنق الرحم (Pap test): في أثناء اختبار عنق الرحم، يكشط الطبيب خلايا من عنق الرحم أو يلتقطها بالمسح، والتي تخضع بعد ذلك للفحص المعملي بحثًا عن السمات غير الطبيعية.
ويمكن أن يكتشف اختبار عنق الرحم الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم، بما يشمل الخلايا السرطانية والخلايا التي تدل على التغييرات والتي تزيد خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- اختبار الحمض النووي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV DNA): يتضمن الحمض النووي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري فحص الخلايا المجموعة من عنق الرحم، بحثًا عن العدوى بأيّ نوع من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري، التي يترجح غالبًا أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم. وقد يكون الفحص خيارًا للنساء في سن 30 عامًا فأكثر أو النساء الشابات ممن كانت نتائج اختبار عنق الرحم لديهن غير طبيعية.
في حالة الشك في الإصابة بسرطان عنق الرحم، فمن المحتمل أن يبدأ الطبيب بفحص شامل لعنق الرحم. ويستخدم جهاز تكبير خاص (منظار المهبل) للتحقق من وجود خلايا غير طبيعية.
وفي أثناء الفحص بمنظار المهبل، يُحتمل أن يأخذ الطبيب عينة من خلايا عنق الرحم (خزعة) لإجراء اختبارات مختبرية. وللحصول على النسيج، فقد يستخدم الطبيب:
- خزعة بالمنقب: التي تنطوي على استخدام أداة حادة لاقتطاع عينات من نسيج عنق الرحم.
- كشط بطانة الرحم: حيث يتم استخدام أداة صغيرة على شكل ملعقة (مكشطة) أو فرشاة رفيعة لكشط عينة نسيجية من عنق الرحم.
وإذا كانت الخزعة بالمقراض أو كشط بطانة الرحم مصدرًا للإزعاج، فقد يجري الطبيب أحد الاختبارات التالية:
- عروة سلكية كهربية: التي تستخدم سلكًا كهربائيًّا منخفض الجهد للحصول على عينة نسيجية صغيرة. وبشكل عام يتم إجراء هذا الاختبار تحت التخدير الموضعي في عيادة الطبيب.
- خزعة مخروطية: هي إجراء يتيح للطبيب الحصول على طبقات أكثر عمقًا من خلايا عنق الرحم لاختبارها في المعمل. ويمكن إجراء الخزعة المخروطية في أحد المستشفيات تحت التخدير العام.
تحديد المراحل
إذا حدد طبيبكِ أنكِ مصابة بسرطان عنق الرحم، فسيتعين عليكِ إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد مدى (المرحلة) إصابتك بالسرطان. تُعد مرحلة السرطان عاملاً أساسيًّا في تحديد العلاج الذي ستتلقينه.
تشمل اختبارات تحديد المرحلة ما يلي:
- اختبارات التصوير: تساعد الفحوصات مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) طبيبكِ على تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر في أماكن أخري غير عنق الرحم.
- الفحص البصري للمثانة والمستقيم: قد يستخدم طبيبك مناظير خاصة لفحص المثانة والمستقيم.
تشمل مراحل الإصابة بسرطان عنق الرحم ما يلي:
- المرحلة الأولى: السرطان مقصور على عنق الرحم.
- المرحلة الثانية: يصيب السرطان منطقة عنق الرحم والجزء العلوي من المهبل.
- المرحلة الثالثة: انتشار السرطان في الجزء السفلي من المهبل أو داخليًًّا في الجدار الجانبي للحوض.
- المرحلة الرابعة: انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة، مثل المثانة أو المستقيم، أو انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الرئتين أو الكبد أو العظم.
العلاج
يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على عدة عوامل، مثل مرحلة السرطان، والمشكلات الصحية الأخرى التي قد تعاني منها وتفضيلاتِك للعلاج. الجراحة، أو الإشعاع، أو العلاج الكيميائي، أو قد يتم استخدام مزيج من الثلاثة.
الجراحة
يتم علاج سرطان عنق الرحم في مرحلته المبكرة عادةً بالجراحة لإزالة الرحم (استئصال الرحم). يمكن أن يعالج استئصال الرحم المرحلة المبكرة من سرطان عنق الرحم ويمنع من تكرار الإصابة، ولكن إزالة الرحم تجعل الحمل مستحيلاً.
قد يوصي طبيبك بما يلي:
- إجراء الاستئصال البسيط للرحم: إذ تتم إزالة عنق الرحم والرحم مع السرطان. وعادةً ما يكون الاستئصال البسيط للرحم خيارًا فقط في الحالة المبكرة للغاية من سرطان الرحم.
- استئصال الرحم الجذري: يزيل الجراح عنق الرحم والرحم وجزءًا من المهبل والعقد اللمفاوية في المنطقة.
يمكن أن تكون الجراحة طفيفة التوغل خيارًا في المرحلة المبكرة من سرطان عنق الرحم.
كما يمكن للجراحة التي تحافظ على إمكانية الحمل أن تكون خيارًا أيضًا، في حالة الإصابة بسرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة دون إصابة العقد اللمفاوية.
الإشعاع
يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية أو البروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. يمكن استخدام العلاج الإشعاعي بمفرده أو مع العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي:
- خارجيًّا، عن طريق العلاج بالإشعاع في المنطقة المتأثرة من الجسم (العلاج الإشعاعي الخارجي).
- داخليًّا، عن طريق وضع جهاز يحتوي على مواد مشعة داخل المهبل، عادةً ما يستمر لبضع دقائق فقط (العلاج الإشعاعي الموضعي).
- خارجيًّا وداخليًّا.
قد تنقطع النساء اللاتي في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عن حيضهن ويبدأن مرحلة انقطاع الطمث نتيجة العلاج الإشعاعي. إذا كنت ترغبين في حدوث الحمل بعد العلاج الإشعاعي، فاسألي طبيبك عن طرق الحفاظ على بويضاتك قبل بدء العلاج.
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي أدوية، يتم حقنها عادةً في الوريد، لقتل الخلايا السرطانية. غالبًا ما تكون الجرعات المنخفضة من العلاج الكيميائي مصحوبة بالعلاج الإشعاعي، لأن العلاج الكيميائي قد يعزز مفعول العلاج بالإشعاع. تستخدم الجرعات الأعلى من العلاج الكيميائي للسيطرة على سرطان عنق الرحم متقدم المرحلة، الذي ربما يكون غير قابل للشفاء.
الرعاية في مرحلة المتابعة
بعد إتمام عملية العلاج سيوصي طبيبك بإجراء فحوص منتظمة. اسألي طبيبك عن عدد المرات التي يجب فيها إجراء اختبارات المتابعة.
الرعاية الداعمة (التلطيفية)
الرعاية التلطيفية هي الرعاية الطبية المتخصصة التي تركز على توفير تخفيف الألم والأعراض الأخرى لمرض خطير. يعمل أخصائيو الرعاية التلطيفية معك ومع عائلتك وأطبائك الآخرين لتقدیم مستوى إضافي من الدعم لتكملة رعايتك المستمرة.
عندما يتم استخدام الرعاية التلطيفية جنبًا إلى جنب مع جميع العلاجات المناسبة الأخرى، قد يشعر الأشخاص المصابون بالسرطان بتحسن ويعيشون لفترة أطول.
يتم توفير الرعاية التلطيفية من قبل فريق من الأطباء والممرضين وغيرهم من المهنيين المدربين تدريبًا خاصًّا. وتهدف فرق الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بالسرطان وأسرهم. يقدم هذا النوع من الرعاية جنبًا إلى جنب مع المعالجة الشافية أو غيرها من العلاجات التي قد تتلقاها.