سرطان المبيض هو أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في المبايض. يحتوي الجهاز التناسلي في الإناث على الـمِبيَضين، يقع كل واحد على أحد جانبي الرحم. يعمل الـمِبيَضان -اللذان يكون حجم كلٍّ منهما بحجم حبة اللوز- على إنتاج البُوَيضات، بالإضافة إلى هرمونات الأستروجين والبروجستيرون.
وغالبًا لا يُكتشف إلا بعد أن يكون قد امتد إلى الحوض والبطن. وفي هذه المرحلة المتأخرة، تزيد صعوبة علاج سرطان المبيض. بينما يكون العلاج أكثر نجاحًا حينما يكون السرطان في المرحلة المبكرة، أي عندما يكون المرض مقتصرًا على المِبيَض.
تُستخدم الجراحة والعلاج الكيميائي بشكل عام لعلاج سرطان المبيض.
الأعراض
نادرًا ما يسبب سرطان المبيض أي أعراض في المرحلة المبكرة. وقد يحدث سرطان المبيض في مراحله المتقدمة أعراضًا قليلة وغير محددة، يخلط غالبًا بينها وبين حالات حميدة أكثر شيوعًا.
قد تتضمن علامات سرطان المبيض وأعراضه:
- انتفاخ البطن أو تورمه.
- الشعور بالامتلاء سريعًا عند تناول الطعام.
- فقدان الوزن.
- عدم الشعور بالراحة في منطقة الحوض.
- تغييرات في عادات الأمعاء، مثل الإمساك.
- حاجة دائمة إلى التبول.
متى تزورين الطبيب؟
حددي موعدًا مع طبيبك إذا كنت تعانين أي علامات أو أعراض تستدعي قلقك.
وإذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض أو سرطان الثدي، فتحدثي مع الطبيب حول مدى خطورة تعرضك لسرطان المبيض. وقد يحيلكِ الطبيب إلى استشاري أمراض وراثية لعمل اختبار على طفرات جينية معينة تزيد من خطر إصابتك بسرطان الثدي أو سرطان المبيض.
الأسباب
ما يسبب سرطان المبيض غير واضح، على الرغم من أن الأطباء يمكن أن يحددوا العوامل التي قد تزيد من خطر التعرض للمرض.
عمومًا، تبدأ الإصابة بالسرطان عندما تطور الخلايا أخطاءً (طفرات) في حمضها النووي (DNA). تأمر تلك الطفرات الخلايا بالنمو والتكاثر بسرعة، مما ينشئ كتلة (ورمًا) من الخلايا غير الطبيعية. وتستمر الخلايا غير الطبيعية في العيش بينما تموت الخلايا السليمة. ويمكنها أن تغزو الأنسجة القريبة كما يمكن أن تنفصل عن الورم الأولي لتنتشر في أماكن أخرى في الجسد (تنتقل).
أنواع سرطان المبيض
يحدد نوع الخلايا التي يبدأ فيها السرطان نوع سرطان المبيض لديك. تشمل أنواع سرطان المبيض:
- الأورام الظهارية: التي تبدأ في الجزء الرفيع من النسيج الذي يغطي الجزء الخارجي من المبايض. نحو 90% من حالات سرطان المبيض تنجم عن أورام ظهارية.
- أورام سدوية: تبدأ في نسيج المبيض المحتوي على الخلايا المنتجة للهرمونات. يتم عادة تشخيص هذه الأورام في مرحلة مبكرة عنها مع أنواع أمراض المبيض الأخرى. تشكل الأورام السدوية 7% من أورام المبيض.
- أورام الخلايا الجرثومية: التي تبدأ في الخلايا المنتجة للبويضات. يحدث في الأغلب هذا النوع النادر من سرطان المبيض في السيدات الأصغر عمرًا.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي قد تزيد من مخاطر إصابتك بسرطان المبيض ما يلي:
- كبر السن: قد تحدث الإصابة بسرطان المبيض في أي عمر، ولكنها تكون أكثر شيوعًا بين السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 50 و60 عامًا.
- الطفرات الجينية الموروثة: تكون نسبة صغيرة من حالات الإصابة بسرطان المبيض ناتجة عن طفرات جينية موروثة من الآباء. تُعرف الجينات المشهورة بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان المبيض باسم جين سرطان الثدي 1 (BRCA1) وجين سرطان الثدي 2 (BRCA2). كما تؤدي الجينات المذكورة إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
كما تشتهر الطفرات الجينية الأخرى، بما في ذلك تلك المرتبطة بمتلازمة لينش، بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان المبيض.
- التاريخ العائلي لسرطان المبيض: تزيد مخاطر الإصابة بالمرض لدى الأفراد الذين يكون لديهم اثنان أو أكثر من الأقارب المقربين المصابين بسرطان المبيض.
- العلاج ببدائل هرمون الإستروجين: لا سيما مع الاستخدام طويل المدى وبجرعات كبيرة.
- العمر عند بدء الحيض وانتهائه: ربما يؤدي بدء الحيض في سن مبكرة أو بدء انقطاع الطمث في سن متأخرة، أو كلاهما، إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان المبيض.
الوقاية
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الإصابة بسرطان المبيض، ولكن قد توجد طرق للحد من خطر تعرضكِ للإصابة:
- فكري في تناول أقراص منع الحمل: اسألي طبيبك عما إذا كانت أقراص منع الحمل مناسبة لكِ. قد يقل خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل عن طريق الفم. ولكن وسائل منع الحمل عن طريق الفم تحمل مخاطر، لذلك تناقشي فيما إذا كانت المزايا تفوق هذه المخاطر استنادًا إلى حالتكِ.
- ناقشي عوامل الخطر مع طبيبكِ: إذا كان لديكِ تاريخ عائلي من الإصابة بسرطاني الثدي والمبيض، فأخبري طبيبكِ بذلك الأمر. يمكن لطبيبكِ أن يحدد ما الذي قد يعنيه هذا بالنسبة لخطر إصابتكِ بالسرطان. وفي بعض الحالات، قد يحيلكِ طبيبكِ إلى مستشار في علم الوراثة، الذي يمكنه أن يساعدكِ على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الاختبارات الجينية مناسبة لكِ. إذا تبين أنكِ تعانين تشوهًا جينيًّا يزيد من خطر إصابتكِ بسرطان المبيض، فقد تفكرين في إجراء عملية جراحية لاستئصال مبيضيكِ للوقاية من السرطان.
التشخيص
تتضمن الاختبارات والإجراءات المستخدمة في تشخيص سرطان المبيض ما يلي:
- اختبار الحوض: في أثناء فحص الحوض، يدخل الطبيب أصابع يده مرتديًا قفازًا داخل المهبل ويضغط في الوقت ذاته بيده على البطن ليتحسس (يجس) أعضاء حوضك. يفحص الطبيب بصريًّا أيضًا الأعضاء التناسلية الخارجية والمهبل وعنق الرحم.
- اختبارات التصوير: يمكن أن تساعد الفحوصات، مثل الموجات فوق الصوتية أو فحوصات التصوير المقطعي المحوسب، في تحديد حجم وشكل وتشريح المبيضين.
- اختبارات الدم: ويمكن أن تتضمن فحوصات الدم فحوصات وظائف الأعضاء، التي يمكن أن تساعد في تحديد الحالة الصحية الشاملة.
ويمكن أيضًا أن يفحص الطبيب الدم لمعرفة علامات الإصابة بالأورام التي يمكن أن تدل على الإصابة بسرطان المبيض. على سبيل المثال، يمكن لفحص مستضد السرطان (CA 125) لاكتشاف البروتين الذي يمكن أن يوجد على سطح خلايا سرطان المبيض. وهذه الاختبارات لا يمكن أن تخبر الطبيب بما إذا كانت المرأة مصابة بالسرطان أم لا، ولكن تُعد دلائل حول التشخيص وسير المرض.
- الجراحة: أحيانًا قد لا يكون الطبيب على يقين بشأن التشخيص إلى أن تخضع المريضة للجراحة لإزالة المبيض وفحصه لمعرفة علامات الإصابة بالسرطان.
وبمجرد تأكيد الإصابة بسرطان المبيض، يستخدم الطبيب هذه المعلومات المستقاة من الفحوصات والإجراءات لتحديد مرحلة السرطان. ويشار إلى مراحل سرطان المبيض باستخدام أرقام رومانية تتراوح بين 1 و4، حيث تُشير المراحل الأقل إلى أن السرطان يقتصر على المبيضين. يُشير الوصول إلى المرحلة الرابعة إلى انتشار السرطان في أجزاء أخرى من الجسم.
أظهر المزيد من المعلومات ذات الصلة
العلاج
يتضمن علاج سرطان المبيض عادةً الجمع بين الجراحة والعلاج الكيميائي.
الجراحة
تتضمن العلميات الجراحية لإزالة سرطان المبيض ما يلي:
- جراحة لإزالة مبيض واحد بالنسبة للسرطان في مرحلته المبكرة جدًّا والذي لم يتجاوز انتشاره مبيضًا واحدًا، قد تتضمن الجراحة إزالة المبيض المُصاب وقناة فالوب الخاصة به. يمكن أن تحافظ تلك العملية على قدرتكِ على الإنجاب.
- جراحة لإزالة المبيضين: إذا اكتُشف وجود سرطان في كلا المبيضين، ولكن لا تظهر علامات على وجود سرطان آخر، فقد يقوم الجراح بإزالة كلا المبيضين وقناتي فالوب. يستبقي هذا الإجراء على رحمكِ، لذا قد تظلين قادرة على الحمل باستخدام أجنة أو بويضات مجمدة، أو بويضات من متبرعة.
- جراحة لإزالة المبيضين والرحم: إذا كان السرطان المُصابة به أكثر شدة أو إذا لم ترغبي في الحفاظ على قدرتكِ على الإنجاب، فسيزيل الجراح المبيضين وقناتي فالوب والرحم والعقد اللمفاوية القريبة وطية من أنسجة البطن الدهنية (الثرب).
- الجراحة لعلاج السرطان في مرحلته المتقدمة: إذا كان السرطان لديكِ في مرحلته المتقدمة، فقد يوصي طبيبك بالخضوع لعلاج كيميائي تعقبه جراحة لإزالة أكبر قدر ممكن من السرطان.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تستخدم المواد الكيميائية لقتل الخلايا سريعة النمو في الجسم، بما يشمل الخلايا السرطانية. يمكن حقن أدوية العلاج الكيميائي في الأوردة أو تناولها عن طريق الفم. تحقن الأدوية في بعض الأحيان مباشرة إلى البطن (العلاج الكيميائي بالحقن داخل الصفاق).
يستخدم العلاج الكيميائي غالبًا بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية يمكن أن تكون باقية بعد الجراحة. كما يمكن أن تستخدم قبل الجراحة.
العلاج الموجه
يستخدم العلاج الموجه أدوية تستهدف مواضع محددة سريعة التأثر توجد في الخلايا السرطانية. عادة ما تقتصر عقاقير العلاج المستهدف على علاج سرطان المبيض الذي يعود بعد المعالجة الأولية أو السرطان المقاوم للعلاجات الأخرى. يمكن أن يفحص الطبيب الخلايا السرطانية لتقرير أي علاج مستهدف من المرجح أن يؤثر في السرطان الذي تعانيه.
العلاج الموجه هو مجال نشط للأبحاث التي تُجرى على السرطان. يفحص العديد من التجارب السريرية علاجات مستهدفة جديدة.